إن الحسد يتم وقوعه على شيء ليس بشرط أن يراه الحاسد، كما أن العين يكون مصدرها خبث النفس، ولكن الحسد يكون نابع من خلال ضيق القلب وأيضًا استعظام الخير المنال من المحسود. كيفية الإصابة بالعين ؟ إن العين الصائبة للإ...
الأثنين 28 ربيع الآخر 1429هـ - 5 مايو 2008م - العدد14560 حول العالم بين الحين والآخر أصادف على قناة "العربية" لقطات حية لشوارع ومدن العالم الرئيسية.. ورغم أن هذه "اللقطات" لا تستمر إلا لبضع ثوان إلا أنها تنقلني الى عالم واقعي (وحي) يبعد عن منزلي آلاف الأميال. وهذه المشاهد هي نتاج كاميرات حية قد تكون موجهة على بحيرة جنيف أو برج إيفل أو شواطئ كاليفورنيا أو ساحة التايمز في نيويورك... وكلما صادفت هذه اللقطات تذكرت (أول محاولة تقنية) لبث هذه النوعية من الصور والشوط الكبير الذي قطعته منذ ذلك الحين.. فأول محاولة بدأت كمزحة حين قررت مجموعة من مهندسي شركة إنتل (عام 1982) توجيه كاميرا صغيرة على ماكينة القهوة في الدور الأول.. فكثيرا ما ينزل أحدهم من الأدوار العليا بغرض الحصول على فنجان قهوة فيجد الدورق فارغا أو السكر منتهيا. ولاختصار الوقت والجهد نصبوا كاميرة فيديو تبث صورا حية لمستوى القهوة في الدورق بحيث يمكن رؤيتها على الكمبيوتر قبل النزول من أي طابق!... وهذه الفكرة على بساطتها كانت البداية الأولى لانتشار كاميرات الشبكة (أو ال Webcams) ونقل الصور الحية عبر الانترنت.. واليوم تمتلئ الشبكة العنكبوتية بملايين الكاميرات التي يمكن الدخول عليها ورؤية مناظر حقيقية ومباشرة من معظم الدول (بما في ذلك بعض البيوت وغرف النوم).. فهناك مثلا كاميرات تبث صورا حية ومستمرة من ساحة الكونكورد في باريس والبانثيوم في روما والكرملين في موسكو والطرف الأغر في لندن.. وبدون أن تغادر كرسيك يمكنك حاليا مشاهدة حركة السير في القاهرة أو كرنفال "ريو" في البرازيل أو لهو الأطفال في حدائق برلين.... وبالاضافة للاطلاع (ومشاهدة العالم على الهواء مباشرة) هناك أهداف أكثر جدية وعملية لهذا النوع من الكاميرات ؛ فهناك مثلا مواقع على الانترنت متخصصة في بث صور حية لأحوال الطقس وعمليات البورصة وحركة المرور وسير العمل في المراكز الانتخابية أو الحكومية.. وفي المدن الأمريكية الكبرى عمدت معظم المدارس إلى وضع كاميرات حية في فصولها الدراسية لإتاحة الفرصة للوالدين للاطمئنان على أطفالهم - بل ومحادثتهم ان لزم الأمر، ونفس الفكرة ظهرت في دور العجزة حيث يمكن لأقرباء النزيل مشاهدته والاطمئنان عليه من خلال موقع الكتروني حي خاص بالدار.. وأذكر - حين اقترب القرن العشرين من نهايته - أن "طائفة العودة المسيحية" وضعت عدة كاميرات في مواقع مختارة من القدس لرصد النزول الثاني للمسيح ( وراقبها على شبكة الانترنت ملايين المسيحيين المؤمنين حول العالم.... )!
أما الظاهرة التي تستحق التأمل فهي أن كاميرات الانترنت كثيرا ما تسبق محطات الأخبار الرئيسية في نقل الأحداث الرئيسية من أي مكان حول العالم (كون الأهالي أنفسهم يعملون بمثابة مراسلين محليين لنقل الحدث).. فحين دمرت كوبي اليابانية بفعل الزلازل ، وحين غرقت سومطرة بفعل التسونامي ، وحين اغتيل رفيق الحريري في لبنان كانت كاميرات الشبكة أكثر سرعة وآنية وعفوية من أي محطة تلفزيونية.. وهذا لوحده يثبت أن كاميرات الشبكة ستأخذ زمام المبادرة (مالم تكن أخذتها بالفعل) فيما يخص البث الحي والمباشر للأحداث العالمية المهمة!!!... قد يكون العالم تحول إلى قرية صغيرة ولكن كاميرات الإنترنت اختصرته إلى حجم الشاشة فقط! !
شركة مرتضى, 2024