إن الحسد يتم وقوعه على شيء ليس بشرط أن يراه الحاسد، كما أن العين يكون مصدرها خبث النفس، ولكن الحسد يكون نابع من خلال ضيق القلب وأيضًا استعظام الخير المنال من المحسود. كيفية الإصابة بالعين ؟ إن العين الصائبة للإ...
وإذا كان للزوار مستقبلون، يترقبون مقدمهم، ويحتفون بهم إذا وصلوا إليهم، فإن أحمد شوقي يصوّر موكب الاستقبال لكل حاج بقوله: وسيم مجال البشر والقسمات ويوم تولى وجهة البيت ناضرًا تزف تحايا الله والبركات على كل أفق بالحجاز ملائك رسائل رحمانية النفحات لدى الباب جبريل الأمين براحه بكعبة قصاد وركن عفاة وفي الكعبة الغراء ركن مرحب أفاض عليك الأجر والرحمات وما سكب الميزاب ماء وإنما والشاعر يصور هنا ما يعلو وجه الحاج من دلائل الفرحة والبهجة، وما يخالط قسماته من البشر والسرور، ثم يرنو ببصره إلى هناك في آفاق الحجاز، فتبدو له هذه الآفاق من خلال رؤاه الروحانية، وقد امتلأت بأفواج الملائكة يلوحون للحجيج، ويزفون إليهم تحيات من عند الله مباركة طيبة، أما عند الوصول إلى بيت الله الحرام، فإن جبريل -عليه السلام- يستقبلهم عند الباب برسائل الرحمة، ونفحات المغفرة والرضوان من رب العالمين، وليس هذا فحسب، بل إن الكعبة نفسها بأركانها ترحّب بقصاد بيت الله الحرام الذين جاءوا من كل فج عميق يبتغون عطاء ربهم، ويمدون أيديهم في ضراعة طالبين عفوه ورضاه. وتمتد بالشاعر رؤاه الروحانية، فيلتفت إلى الميزاب الذي يمتد من سقف الكعبة إلى خارجها، فلا يراه وسيلة ينسكب الماء من خلالها، وإنما يراه مجرى يفيض منه الأجر، وتناسب منه الرحمات على من استغاثوا بالله رب العالمين الرحمن الرحيم.
شعر عن الحج (1) قال ابن القيم رحمه الله يصف حال الحجيج في بيت الله الحرام: فَلِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ مُهَرَاقَةٍ وَأُخْرَى عَلَى آثَارِهَا لا تَقَدَّمُ وَقَدْ شَرِقَتْ عَيْنُ الْمُحِبِّ بِدَمْعِهَا فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ الدُّمُوعِ وَيَسْجُمُ وَرَاحُوا إِلَى التَّعْرِيفِ يَرْجُونَ رَحْمَةً وَمَغْفِرَةً مِمَّنْ يَجُودُ وَيُكْرِمُ فَلِلَّهِ ذَاكَ الْمَوْقِفُ الأَعْظَمُ الَّذِي كَمَوْقِفِ يَوْمِ الْعَرْضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ وَيَدْنُو بِهِ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ يُبَاهِي بِهِمْ أَمْلاكَهُ فَهْوَ أَكْرَمُ يَقُولُ عِبَادِي قَدْ أَتَوْنِي مَحَبَّةً وَإِنِّي بِهِمْ بَرٌّ أَجُودُ وَأُكْرِمُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ وَأُعْطِيهِمُ مَا أَمَّلُوهُ وَأُنْعِمُ فَبُشْرَاكُمُ يَا أَهْلَ ذَا الْمَوْقِفِ الَّذِي بِهِ يَغْفِرُ اللَّهُ الذُّنُوبَ وَيَرْحَمُ فَكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فِيهِ كَمَّلَ عِتْقَهُ وَآخَرُ يَسْتَسْعِي وَرَبُّكَ أَكْرَمُ ويتمنَّى الشاعر لو كان مِمَّن حضر مع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حجَّة الوداع فيقول: أَحِبَّتِي عَادَ ذِهْنِي بِي إِلَى زَمَنٍ مُعَظَّمٍ فِي سُوَيْدَا الْقَلْبِ مُسْتَطَرِ كَأَنَّنِي بِرَسُولِ اللَّهِ مُرْتَدِيًا مَلابِسَ الطُّهْرِ بَيْنَ النَّاسِ كَالْقَمَرِ نُورٌ وَعَنْ جَانِبَيْهِ مِنْ صَحَابَتِهِ فَيَالِقٌ وَأُلُوفُ النَّاسِ بِالأَثَرِ سَارُوا بِرُفْقَةِ أَزْكَى مُهْجَةٍ دَرَجَتْ وَخَيْرِ مُشْتَمِلٍ ثَوْبًا وَمُؤْتَزِرِ مُلَبِّيًا رَافِعًا كَفَّيْهِ فِي وَجَلٍ لِلَّهِ فِي ثَوْبِ أَوَّابٍ وَمُفْتَقِرِ مُرَنِّمًا بِجَلالِ الْحَقِّ تَغْلِبُهُ دُمُوعُهُ مِثْلُ وَبْلِ الْعَارِضِ الْمَطِرِ يَمْضِي يُنَادِي خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلَّ هَذَا خِتَامُ الْعَهْدِ وَالْعُمُرِ وَقَامَ فِي عَرَفَاتِ اللهِ مُمْتَطِيًا قَصْوَاءَهُ يَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ نَضِرِ تَأَمَّلَ الْمَوْقِفَ الأَسْمَى فَمَا نَظَرَتْ عَيْنَاهُ إِلاَّ لأَمْوَاجٍ مِنَ الْبَشَرِ فَيَنْحَنِي شَاكِرًا للهِ مِنَّتَهُ وَفَضْلَهُ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ وَالظَّفَرِ يَشْدُو بِخُطْبَتِهِ الْعَصْمَاءِ زَاكِيَةً كَالشَّهْدِ كَالسَّلْسَبِيلِ الْعَذْبِ كَالدُّرَرِ مُجَلِّيًا رَوْعَةَ الإِسْلامِ فِي جُمَلٍٍ مِنْ رَائِعٍ مِنْ بَدِيعِ الْقَوْلِ مُخْتَصَرِ دَاعٍ إِلَى الْعَدْلِ وَالتَّقْوَى وَأَنَّ بِهَا تَفَاضُلَ النَّاسِ لا بِالْجِنْسِ وَالصُّوَرِ مُبَيِّنًا أَنَّ للإِنْسَانِ حُرْمَتَهُ مُمَرِّغًا سَيِّءَ الْعَادَاتِ بِالْمَدَرِ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذْ حَضَرُوا مُمَتَّعَ الْقَلْبِ وَالأَسْمَاعِ وَالْبَصَرِ وَأَنْبَرِي لِرَسُولِ اللَّهِ أَلْثُمُهُ عَلَى جَبِينٍ نَقِيٍّ طَاهِرٍ عَطِرِ أُقَبِّلُ الْكَفَّ كَفَّ الْجُودِ كَمْ بَذَلَتْ سَحَّاءَ بِالْخَيْرِ مِثْلَ السَّلْسَلِ الْهَدِرِ أَلُوذُ بِالرَّحْلِ أَمْشِي فِي مَعِيَّتِهِ وَأَرْتَوِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بِالنَّظَرِ أُسَرُّ بِالْمَشْيِ إِنْ طَالَ الْمَسِيرُ بِنَا وَمَا انْقَضَى مِنْ لِقَاءِ الْمُصْطَفَى وَطَرِي أَمَّا الرِّدَاءُ الَّذِي حَجَّ الْحَبِيبُ بِهِ يَا لَيْتَهُ كَفَنٌ لِي فِي دُجَى الْحُفَرِ يَا غَافِلاً مِنْ مَزَايَاهُ وَرَوْعَتِهَا يَمِّمْ إِلَى كُتُبِ التَّارِيخِ وَالسِّيَرِ يَا رَبِّ لا تَحْرِمَنَّا مِنْ شَفَاعَتِهِ وَحَوْضِهِ الْعَذْبِ يَوْمَ الْمَوْقِفِ الْعَسِرِ وقال الأديب أبو بكر محمد بن محمد بن عبدالله بن رشد البغدادي في ذكر البيت والطواف: فَفِي رَبْعِهِمْ لِلَّهِ بَيْتٌ مُبَارَكٌ إِلَيْهِ قُلُوبُ الْخَلْقِ تَهْوِي وَتَهْوَاهُ يَطُوفُ بِهِ الْجَانِي فَيُغْفَرُ ذَنْبُهُ وَيَسْقُطُ عَنْهُ جُرْمُهُ وَخَطَايَاهُ فَكَمْ لَذَّةٍ كَمْ فَرْحَةٍ لِطَوَافِهِ فَلِلَّهِ مَا أَحْلَى الطَّوَافَ وَأَهْنَاهُ نَطُوفُ كَأَنَّا فِي الْجِنَانِ نَطُوفُهَا وَلا هَمَّ لا غَمَّ فَذَاكَ نَفَيْنَاهُ فَوَاشَوْقَنَا نَحْوَ الطَّوَافِ وَطِيبِهِ فَذَلِكَ شَوْقٌ لا يُعَبَّرُ مَعْنَاهُ فَمَنْ لَمْ يَذُقْهُ لَمْ يَذُقْ قَطُّ لَذَّةً فَذُقْهُ تَذُقْ يَا صَاحِ مَا قَدْ أُذِقْنَاهُ فَوَاللَّهِ مَا نَنْسَى الْحِمَى فَقُلُوبُنَا هُنَاكَ تَرَكْنَاهَا فَيَا كَيْفَ نَنْسَاهُ تُرَى رَجْعَةٌ هَلْ عَوْدَةٌ لِطَوَافِنَا وَذَاكَ الْحِمَى قَبْلَ الْمَنِيَّةِ نَغْشَاهُ وقال أيضًا في رؤية البيت: وَمَا زَالَ وَفْدُ اللَّهِ يَقْصِدُ مَكَّةً إِلَى أَنْ بَدَا الْبَيْتُ الْعَتِيقُ وَرُكْنَاهُ فَضَجَّتْ ضُيُوفُ اللَّهِ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَا وَكَبَّرَتِ الْحُجَّاجُ حِينَ رَأَيْنَاهُ وَقَدْ كَادَتِ الأَرْوَاحُ تَزْهَقُ فَرْحَةً لِمَا نَحْنُ مِنْ عُظْمِ السُّرُورِ وَجَدْنَاهُ تُصَافِحُنَا الأَمْلاكُ مَنْ كَانَ رَاكِبًا وَتَعْتَنِقُ الْمَاشِي إِذَا تَتَلَقَّاهُ وقال أيضًا: فَمَنْ كَانَ بِالْمَالِ الْمُحَرَّمِ حَجُّهُ فَعَنْ حَجِّهِ وَاللَّهِ مَا كَانَ أَغْنَاهُ إِذَا هُوَ لَبَّى اللَّهَ كَانَ جَوَابَهُ مِنَ اللَّهِ لا لَبَّيْكَ حَجٌّ رَدَدْنَاهُ كَذَلِكَ جَانَا فِي الْحَدِيثِ مُسَطَّرًا فَفِي الْحَجِّ أَجْرٌ وَافِرٌ قَدْ سَمِعْنَاهُ وقال آخر مناجاة وتوجُّعًا: إِلَيْكَ إِلَهِي قَدْ أَتَيْتُ مُلَبِّيَا فَبَارِكْ إِلَهِي حَجَّتِي وَدُعَائِيَا قَصَدْتُكَ مُضْطَرًّا وَجِئْتُكَ بَاكِيًا وَحَاشَاكَ رَبِّي أَنْ تَرُدَّ بُكَائِيَا كَفَانِيَ فَخْرًا أَنَّنِي لَكَ عَابِدٌ فَيَا فَرْحَتِي إِنْ صِرْتُ عَبْدًا مُوَالِيَا إِلَهِي فَأَنْتَ اللَّهُ لا شَيْءَ مِثْلُهُ فَأَفْعِمْ فُؤَادِي حِكْمَةً وَمَعَانِيَا أَتَيْتُ بِلا زَادٍ وَجُودُكَ مَطْعَمِي وَمَا خَابَ مَنْ يَهْفُو لِجُودِكَ سَاعِيَا إِلَيْكَ إِلَهِي قَدْ حَضَرْتُ مُؤَمِّلاً خَلاصَ فُؤَادِي مِنْ ذُنُوبِي مُلَبِّيَا وَكَيْفَ يَرَى الإِنْسَانُ فِي الأَرْضِ مُتْعَةً وَقَدْ أَصْبَحَ الْقُدْسُ الشَّرِيفَ مَلاهِيَا يَجُوسُ بِهِ الأَنْذَالُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَدْ كَانَ لِلأَطْهَارِ قُدْسًا وَنَادِيَا مَعَالِمُ إِسْرَاءٍ وَمَهْبِطُ حِكْمَةٍ وَرَوْضَةُ قُرْآنٍ تُعَطِّرُ وَادِيَا وذكروا في التاريخ العربي أن البرعي في حجه الأخير، أُخِذَ محمولاً على جمل، فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي، وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة، هبَّ النسيم رطبًا عليلاً معطرًا برائحة الأماكن المقدسة، فازداد شوقه للوصول؛ لكن المرض أعاقه عن المأمول، فأنشأ قصيدة لَفَظَ مع آخر بيت منها نَفَسَه الأخير.. يقول فيها: يَا رَاحِلِينَ إِلَى مِنًى بِقِيَادِي هَيَّجْتُمُو يَوْمَ الرَّحِيلِ فُؤَادِي سِرْتُمْ وَسَارَ دَلِيلُكُمْ يَا وَحْشَتِي الشَّوْقُ أَقْلَقَنِي وَصَوْتُ الْحَادِي وَحَرَمْتُمُو جَفْنِي الْمَنَامَ بِبُعْدِكُمْ يَا سَاكِنِينَ الْمُنْحَنَى وَالْوَادِي وَيَلُوحُ لِي مَا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالصَّفَا عِنْدَ الْمَقَامِ سَمِعْتُ صَوْتَ مُنَادِ وَيَقُولُ لِي يَا نَائِمًا جِدَّ السُّرَى عَرَفَاتُ تَجْلُو كُلَّ قَلْبٍ صَادِ مَنْ نَالَ مِنْ عَرَفَاتِ نَظْرَةَ سَاعَةٍ نَالَ السُّرُورَ وَنَالَ كُلَّ مُرَادِ تَاللَّهِ مَا أَحْلَى الْمَبِيتَ عَلَى مِنًى فِي لَيْلِ عِيدٍ أَبْرَكِ الأَعْيَادِ ضَحَّوْا ضَحَايَا ثُمَّ سَالَ دِمَاؤُهَا وَأَنَا الْمُتَيَّمُ قَدْ نَحَرْتُ فُؤَادِي لَبِسُوا ثِيَابَ الْبِيضِ شَارَاتِ اللِّقَاءِ وَأَنَا الْمُلَوَّعُ قَدْ لَبِسْتُ سَوَادِي يَا رَبِّ أَنْتَ وَصَلْتَهُمْ صِلْنِي بِهِمْ فَبِحَقِّهِمْ يَا رَبِّ فُكَّ قِيَادِي فَإِذَا وَصَلْتُمْ سَالِمِينَ فَبَلِّغُوا مِنِّي السَّلامَ أُهَيْلَ ذَاكَ الْوَادِي قُولُوا لَهُمْ عَبْدُالرَّحِيمِ مُتَيَّمٌ وَمُفَارِقُ الأَحْبَابِ وَالأَوْلادِ صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا عَلَمَ الْهُدَى مَا سَارَ رَكْبٌ أَوْ تَرَنَّمَ حَادِ مرحباً بالضيف
وعندما رأى زوجها الدم في ثوبها سألها عنه، فكتمته، فحلف عليها حتى أخبرته، فشتمها وأمرها أن تذهب معه حتى تقف عليّ وتشتمني في الحج، فكان كُثير يقول: [3] "يُكلّفها الخنزير شتمي... وما بها هواني ولكن للمَليك استذلتِ هنيئًا مريئًا غير داءٍ مخامرٍ... لعزّة من أعراضنا ما استحلتِ أسيئي لنا أو أحسني لا ملومةً... لدينا ولا مقليةً إن تقلّتِ" وقد سُمّي كُثير بشاعر الحجاز، إذ أكثر من ذكر الكعبة والبيت الحرام في أشعاره. وكان كُثير يشتاق لليلى بين الحجيج ويناديها في وسط تلبيات الناس، ففي قصيدته الرقيقة "خليلي هذا رِبعُ عزة فَاعقلا" ذكر كثير كَلَفه بعزة وذكره لها بين أدعية الحجيج، فيقول: "أُناديكَ ما حجَّ الحجيجُ وكبَّرتْ... بفيفاءِ آلٍ رُفقة ٌ وأهلَّتِ وما كبَّرتْ من فوقِ رُكبة َ رُفقة ٌ … ومِنْ ذي غَزَالٍ أشعرَتْ واسْتَهَلَّتِ" وفي مرةٍ أخرى حج كُثير ولم يلتق عزة في الحج، فساء مزاج كُثير وأنشد يقول: "كأن لم يوافقْ حجّ عزّة حجّنا... ولم يلقَ راكبًا بالمحصّب أركبُ فيا طول شوقي إذا حال دونها … بُصاقٌ ومن أعلام صَنْددَ منكبُ حلفتُ لها بالراقصاتِ [ز] إلى مِنى … تُعذُّ السّرى كلبٌ بهنَّ وتغلبُ" "يا أهل مكّة َ ما يرى فقهاؤكم … في عاشقٍ متعاهد لسلامِ أترون ذلك ضائرًا إحرامه... أم ليس ذاك بضائر الإحرامِ" العباس بن الأحنف أما العبّاس بن الأحنف، فقد كان شاعرا رقيق الغَزل حتى قال البحتري في شعره: "أغزل الناس" [4].
ففي الحين الذي يذهب الشعراء فيه طالبين المغفرة من ذنوبهم، ومتوسلين إلى الله العفو عن زلاتهم، تجدهم يهتفون باسم محبوبهم ويرجون وصل أحبابهم في الطواف والدعاء، كما قال المجنون: "أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها... بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها... وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا" وقد كان بعض المحبين يذهبون إلى الحج لرؤية محبوبهم، والتضرع بأن يظفروا به، والطمع في القرب منه وسط المسجد الحرام مع أفواج الحجيج بعدما نأت الديار وتفرقت الأوطان. يقول د. إحسان عباس: "فشعر وأقاصيص "كُثيرعزة" يتفقان على أن "كُثيرًا" كان يتردد إلى مكة في موسم الحج ليرى "عزة"، وأنه كان يقنع بالنظر أو الكلام العابر عن أحاسيس النفس ولوعة النظر" [2]. والسبب في ذلك أن العرب كانت تمنع تزويج بناتهم ممن ذكرهن في شعره وصرح بأسمائهن، ويزوجوهن بآخرين [ج] ، لكنّ هؤلاء المحبين ما كان حبهم ينطفئ ولا يخبو وإنما يشتعل وينمو. وهذه الحالة هي ما تُفسر سؤال: لماذا قصد المحبون الحج للبحث عن المحبوب؟! ولماذا عرضوا أشعارهم في الموقف الحرام؟! وكيف قال الشعراء الغزل في الحج؟! الدكتور إحسان عباس (مواقع التواصل الاجتماعي) اشتهر قيس بن الملوح بُحب ليلى حتى سُمّي "مجنون ليلى"، ولما رده أبوها عن تزويجه إياها ساء حاله حتى أخرجه أبوه إلى مكة ليتعافى مما هو فيه، فلما بلغ الكعبة قال له أبوه: "يا قيس!
شعر عن الحج قال ابن القيم رحمه الله يصف حال الحجيج في بيت الله الحرام: فَلِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ مُهَرَاقَةٍ وَأُخْرَى عَلَى آثَارِهَا لا تَقَدَّمُ وَقَدْ شَرِقَتْ عَيْنُ الْمُحِبِّ بِدَمْعِهَا فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ الدُّمُوعِ وَيَسْجُمُ وَرَاحُوا إِلَى التَّعْرِيفِ يَرْجُونَ رَحْمَةً وَمَغْفِرَةً مِمَّنْ يَجُودُ وَيُكْرِمُ فَلِلَّهِ ذَاكَ الْمَوْقِفُ الأَعْظَمُ الَّذِي كَمَوْقِفِ يَوْمِ الْعَرْضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ وَيَدْنُو بِهِ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ يُبَاهِي بِهِمْ أَمْلاكَهُ فَهْوَ أَكْرَمُ يَقُولُ عِبَادِي قَدْ أَتَوْنِي مَحَبَّةً وَإِنِّي بِهِمْ بَرٌّ أَجُودُ وَأُكْرِمُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ وَأُعْطِيهِمُ مَا أَمَّلُوهُ وَأُنْعِمُ فَبُشْرَاكُمُ يَا أَهْلَ ذَا الْمَوْقِفِ الَّذِي بِهِ يَغْفِرُ اللَّهُ الذُّنُوبَ وَيَرْحَمُ فَكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فِيهِ كَمَّلَ عِتْقَهُ وَآخَرُ يَسْتَسْعِي وَرَبُّكَ أَكْرَمُ شعر عن رؤية بيت الله يقول ابن الأمير الصنعاني: وما زال وفـد الله يقصـد مكـة إلى أن بدا البيت العتيق وركنـاه فضجت ضيوف الله بالذكر والدعا وكبرت الحجـاج حيـن رأينـاه وقد كادت الأرواح تزهق فرحـة لما نحن من عظم السرور وجدناه تصافحنا الأملاك من كان راكبـا وتعتنـق الماشـي إذا تتلـقـاه الإحرام من الميقات يقول ابن الأمير الصنعاني: ولمـا بـدا ميقـات إحـرام حجـنـا نزلنـا بـه والعيـس فيـه أنخـنـاه ليغتسـل الحجـاج فيـه ويحـرمـوا فمنـه نلـبـي ربـنـا لا حرمـنـاه ونـادى منـادٍ للحجـيـج ليحـرمـوا فلـم يبـق إلا مـن أجــاب ولـبـاه وجـردت القمصـان والكـل أحرمـوا ولا لبـس لا طيـب جميعـاً هجرنـاه ولا لهو ولا صيـد ولا نقـرب النسـا ولا رفـث لا فسـق كُـلاً رفضـنـاه وصرنـا كأمـوات لففنـا جسومـنـا بأكفانـنـا كــل ذلـيـل لـمــولاه لعـل يـرى ذل العـبـاد وكسـرهـم فيرحمـهـم رب يـرجـون رحـمـاه ينادونـه: لبيـك لبـيـك ذا الـعـلا وسعديك كـل الشـرك عنـك نفينـاه فلو كنـت يـا هـذا تشاهـد حالهـم لأبكاك ذاك الحـال فـي حـال مـرآه وجوههـم غبـر وشعـث رؤوسهـم فــلا رأس إلا لـلإلـه كشـفـنـاه لبسنـا دروعـاً مـن خضـوع لربنـا وما كان من درع المعاصـي خلعنـاه وذاك قليـل فــي كثـيـر ذنوبـنـا فيـا طالمـا رب العـبـاد عصيـنـاه إلـى زمـزم زمـت ركـاب مطيـنـا ونحو الصفا عيـس الوفـود صففنـاه نــؤم مقـامـاً للخلـيـل معظـمـاً إليـه استبقنـا والـركـاب حثثـنـاه ونحـن نلبـي فـي صعـود ومهبـط كذا حالنـا فـي كـل مرقـى رقينـاه وكـم نشـز عـال علتـه رفـودنـا وتعلو بـه الأصـوات حيـن علونـاه نحـج لبيـت حجـه الرسـل قبلـنـا لنشهـد نفعـاً فـي الكتـاب وعدنـاه دعـانـا إلـيـه الله قـبـل بنـائـه فقلـنـا لــه لبـيـك داع أجبـنـاه أتيـنـاك لبيـنـاك جئـنـاك ربـنـا إلـيـك هربـنـا والأنــام تركـنـاه ووجهـك نبفـي أنـت للقلـب قبـلـة إذا مـا حججنـا أنـت للحـج رمنـاه فما البيت ما الأركان ما الحجر ما الصفا وما زمـزم أنـت الـذي قـد قصدنـاه وأنـت منانـا أنـت غايـة سولـنـا وأنـت الـذي دنيـا وأخـرى أردنـاه إليـك شددنـا الرحـل نختـرق الفـلا فكـم سُـدَّ سَـدُّ فـي سـواد خرقنـاه كذلـك مـا زلنـا نـحـاول سيـرنـا نهـارا وليـلاً عيسنـا مـا أرحـنـاه إلى أن بدا إحدى المعالـم مـن منـى وهـب نسيـم بالـوصـال نشقـنـاه ونادى بنـا حـادي البشـارة والهنـا فهـذا الحمـى هـذا ثـراه غشيـنـاه شعر عن الطواف قال الأديب أبو بكر محمد بن رشد البغدادي: فَفِي رَبْعِهِمْ لِلَّهِ بَيْتٌ مُبَارَكٌ إِلَيْهِ قُلُوبُ الْخَلْقِ تَهْوِي وَتَهْوَاهُ يَطُوفُ بِهِ الْجَانِي فَيُغْفَرُ ذَنْبُهُ وَيَسْقُطُ عَنْهُ جُرْمُهُ وَخَطَايَاهُ فَكَمْ لَذَّةٍ كَمْ فَرْحَةٍ لِطَوَافِهِ فلله مَا أَحْلَى الطَّوَافَ وَأَهْنَاهُ نَطُوفُ كَأَنَّا فِي الْجِنَانِ نَطُوفُهَا وَلا هَمَّ لا غَمَّ فَذَاكَ نَفَيْنَاهُ فَوَاشَوْقَنَا نَحْوَ الطَّوَافِ وَطِيبِهِ فَذَلِكَ شَوْقٌ لا يُعَبَّرُ مَعْنَاهُ فَمَنْ لَمْ يَذُقْهُ لَمْ يَذُقْ قَطُّ لَذَّةً فَذُقْهُ تَذُقْ يَا صَاحِ مَا قَدْ أُذِقْنَاهُ فَوَاللَّهِ مَا نَنْسَى الْحِمَى فَقُلُوبُنَا هُنَاكَ تَرَكْنَاهَا فَيَا كَيْفَ نَنْسَاهُ تُرَى رَجْعَةٌ هَلْ عَوْدَةٌ لِطَوَافِنَا وَذَاكَ الْحِمَى قَبْلَ الْمَنِيَّةِ نَغْشَاهُ شعر نزول منى والرمي والحلق والنحر يقول أبو بكر محمد بن رشد البغدادي: ونحو منى ملنا بها كان عيدنـا ونلنا بها ما القلب كان تمنـاه فمن منكـم بالله عيـد عيدنـا فعيد منـى رب البريـة أعـلاه وفيه رمينـا للعقـاب جمارنـا ولا جرم إلا مع جمار رمينـاه وبالجمرة القصوى بدأنا وعندها حلقنا وقصرنا لشعر حضرنـاه ولما حلقنا حل لبـس مخيطنـا فيا حلقة منها المخيط لبسنـاه وفيها نحرنا الهدي طوعاً لربنا وإبليس لما أن نحرنـا نحرنـاه ومن بعدها يومان للرمي عاجلاً ففيها رمينـا والإلـه دعونـاه وإياه أرضينا برمـي جمارنـا وشيطاننا المرجوم ثم رجمنـاه وبالخيف أعطانا الإلـه أماننـا وأذهب عنا كل ما نحن نخشـاه مناجاة وتوجع يقول محمد بن جميل زينو: إليك إلهي قد أتـيـت مُلبـياً فـبارك إلــهـــي حـجـتـي ودعائيا قصدتك مـضـطراً وجـئـتــك باكياً وحاشاك ربي أن ترد بـكـائـيا كفاني فـخــراً أنني لـك عابد فـيـا فـرحـتي إن صرت عبداً مواليا إلـهــي فـأنـــت الله لا شيء مـثله فأفعم فــؤادي حكمة ومعانيا أتـيــت بلا زاد، وجــودك مطعـمي وما خـاب مـن يهفو لجودك ساعيا إليك إلهي قد حـضرت مـؤملاً خــلاص فــؤادي مــن ذنوبي ملبيا وكيف يرى الإنسـان فـي الأرض متعة وقد أصبح القدس الشريف ملاهيــا يــجـــوس بـــه الأنـذال مـن كـل جانب وقد كـان لـلأطهار قـدسـاً وناديا معالم إسراء، ومهـبـط حـكـمــــة وروضة قرآن تعـطر واديا يقول الشيخ عبدالرحيم بن أحمد بن علي البرعي (اليماني): يا راحلين إلـى منـى بقيـادي هيّجتموا يوم الرحيـل فـؤادي سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي الشوق أقلقني وصوت الحـادي وحرمتموا جفني المنام ببعدكـمي الساكنين المنحنـى والـوادي ويلوح لي مابين زمزم والصفـا عند المقام سمعت صوت منادي ويقول لي يانائما جـد السُـرى عرفات تجلو كل قلب صـادي من نال من عرفات نظرة ساعة نال السرور ونال كل مـرادي تالله ما أحلى المبيت على منـى في ليل عيد أبـرك الأعيـادي ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي يارب أنت وصلتهم صلني بهـم فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم ومفـارق الأحـبـاب والأولاد صلى عليك الله يا علـم الهـدى ما سار ركب أو ترنـم حـادي
د. موطن من مواطن الحج. هـ. كانوا يحبون هؤلاء النسوة قبل زواجهن، لكن آبائهن يمنعهن من الزواج بهم، ولم يكونوا يحبون نساء متزوجات ابتداء فيما يُؤثر عنهم. و. يستخلصه للطعام. ز. الجمال التي تتمايل في طريقها للحج. ح. الدم في الحج: كناية عن فساد الحج، فيفدي الحاج بذبح شاة.
والباقي من أفعال الحج وأقواله سنن ، كطواف القدوم ، والمبيت بمنى ليلة عرفة ، والاضطباع والرمل في موضعهما ، وتقبيل الحجر ، والأذكار والأدعية ، وصعود الصفا والمروة. وأركان العمرة ثلاثة: إحرام ، وطواف ، وسعي. وواجباتها: الحلق أو التقصير ، والإحرام من ميقاتها" انتهى. والفرق بين الركن والواجب والسنة: أن الركن لا يصح الحج إلا به ، والواجب يصح الحج مع تركه ، غير أنه يجب على من تركه دم (ذبح شاة) عند جمهور العلماء ، وأما السنة فمن تركها فلا شيء عليه. وانظر " الشرح الممتع " (7/380-410) لمعرفة الأدلة على هذه الأركان والواجبات والسنن ، وما يتعلق بها من أحكام. والله تعالى أعلم.
ثم يتأمل الشاعر ذلك الجمع المحشود من البشر، الذي أقبل من كل صوب، ومثل كل جنس ولغة، وحوى من كل طبقة ولون، ويخرج من تأملاته بأن الله وحده هو القادر على جمع هذا الحشد في هذا المكان الذي ليس له حدود: لبيت طهور الساح والعرصات لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم إليك انتهوا من غربة وشتات أرى الناس أصنافًا ومن كل بقعة إنه الدين الواحد الذي أظل الجميع، فأقبلوا تحت لوائه، ناسين كل وجه من وجوه الاختلاف في الأنساب والأقدار. ويعود الشاعر إلى ذاته، مستحضرًا ما تقدم من ذنوبه، وما حفلت به صحيفته من هفوات، فيناجي ربه متسائلاً، ليس تساؤل المستبعد، وإنما تساؤل الخائف المرتعد من حجم ذنوبه، الذي يطمع في رحمة الله الواسعة. وفي العمر ما فيه من الهفوات ويا رب هل تغني عن العبد حجة ثم يتابع النجوى ذاكرًا جانبه الآخر من الحسنات التي يرجو أن تكون له شفيعًا في محو ما تقدم من هفوات: ولم أبغ في جهري ولا خطراتي وتشهد ما آذيت نفسًا ولم أضر على حكمة آتيتني وأناة ولا غلبتني شقوة أو سعادة لدى سدة خيرية الرغبات ولا جال إلا الخير بين سرائري على حسدي مستغفرًا لعداتي ولا بت إلا كابن مريم مشفقًا كنفسي في فعلي وفي نفثاتي ولا حملت نفس هوى لبلادها أجل وأغلى في الفروض زكاتي وإني ولا من عليك بطاعة ويتركها النساك في الخلوات أبالغ فيها وهي عدل ورحمة من الصفح ما سودت من صفحاتي وأنت ولي العفو فاعف بناصع إن الشاعر في مناجاته يستنجد بنصيبه من الطاعة، من غير أن يمن بذلك فإن الفضل لله تعالى فيما وفقه إليه من طاعة، إنها صيحة من يرى أنه قد أحكم من حوله الخناق، ولم يبق أمامه إلا طلب العفو الذي يمحو ما سطر في صحيفته من سيئ الأعمال، وهو عفو يتعلق به حتى في ظل ما يظن من عمل صالح قدمه في سالف عمره.
وممن نقل هذه القصيدة, الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق ", بسنده عن ابن صفوان, قال: لما حج أبو نواس لبى فقال: إلـهـنـا ما أعدلك لـبـيك قد لبيت ii لك والملك لا شريك ii لك لـبيك إن الحمد ii لك لـولاك يا رب ii هلك والملك لا شريك ii لك والسابحات في ii الفلك كـل نـبـي ii وملك سـبح أو صلى فلك والملك لا شريك ii لك عـجـل وبادر املك لـبيك أن الحمد ii لك مـليك كل من ii ملك لـبيك إن الحمد ii لك مـا خاب عبد ii سألك أنـت له حيث سلك لـبيك أن الحمد ii لك والـليل لما إن ii حلك على مجاري المُنسلك وكـل مـن أهل ii لك لـبيك أن الحمد ii لك يـا مخطئا ما ii أغفلك واخـتم بخير عملك والملك لا شريك ii لك
ولسنا هنا في مقام الإحصاء والاستقصاء، فإن لهذا مكانًا غير هذا المكان وإنما نكتفي بالنظر في شعر شاعر واحد كانت له خواطر أوحى بها الحج حين أظل الناس زمانه، واستشرفوا مناسكه وشعائره. هذا الشاعر هو أمير الشعراء أحمد شوقي الذي سجَّل بشعره كثيرًا من خواطره في المناسبات الإسلامية، فكان شعره رقيقًا حانيًا، يمس شغاف القلوب، ويصل منها إلى الأعماق، ويجعلها تحلق في جو عبق من أريج الذكريات، يعيدها إلى الماضي الحبيب، ويجتاز بها الآماد إلى حيث العصر الذي تنزل فيه الوحي من عند الله تعالى على قلب نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم). ولأحمد شوقي قصيدتان تتصلان بالحج اتصالاً مباشرًا، وهو لم يصغهما من وحي أدائه للفريضة، وإنما قالهما من وحي أداء غيره، فكل منهما قيل في توديع ذاهب إلى بيت الله الحرام، وإذا تجاوزنا عن هذه المناسبة الشخصية الخاصة، فإننا نستطيع أن نعدّ كلاًّ من القصيدتين تعبيرًا عن خواطر الشاعر الذاتية نحو بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة. أما أولى القصيدتين فقد قالها أحمد شوقي حين حج "الخديوي عباس حلمي الثاني"، ويتصدرها هذا الدعاء الضارع الذي لا يملك الإنسان إلا أن يوجهه إلى كل قاصد بيت الله الحرام: عليك سلام الله في عرفات إلى عرفات الله يا خير زائر فإذا كانت الزيارة انتقالاً من مكان إلى مكان فإن زائر البيت الحرام هو خير زائر إلى خير مكان حقًّا.
شركة مرتضى, 2024